شركة التأمين الإسلامية .. نموذج لاجتماعات الهيئة العامة

05.04.2017

عروبة الإخباري – كتب سلطأن الحطاب - بزيادة رأسمالها الى(15) مليون دينار تدخل شركة التأمين الإسلامية مرحلة أنطلاقة جديدة بعد أن امتلكت منصة رأسمالية قوية.

فالشركة التي لم تعرف الجمود وظلت تطور نفسها في تشريعات ومرجعياتها الإسلامية وفي خدماتها وعروضها .. ظلت تتمتع بفكر نيّر ساعدها على أن تنهج نهجاً تأصيلياً وليس نهجا منقولا. فقد وضع مديرها العام الدكتور أحمد صبّاغ جملة من الكتب المتعلقة بالفكر الاقتصادي الاسلامي وطريقة تكيفه مع مفهوم التأمين اذ ظل يؤمن بأسلمة التأمين وأنسنته وقد أتيح له من خلال تجربته الميدانية والوظيفية في الشركة في مواقع المدير العام أن يرتقي بالأداء وتطبيقاته وقد ساعد على ذلك أن في سدّة الإدارة رجل إداري فذ وصاحب حكمة أنه موسى شحادة أبو صفاء رئيس مجلس إدارة الشركة. وعلى رأسها الدكتور احمد الصباغ ومجلس إدارة أدرك دائما أنه يقبل التحدي ويلبي رغبات كل أولئك الذين ارادوا لتأميناتهم أن تكون نظيفة .

ليس من عادتي أن أحضر جلسات الهيئات العامة للشركات , ولكني وبعد اخر لقاء لي مع السيد أحمد عبد الكريم " مدير العلاقات العامة والاعلام بالبنك الاسلامي الاردني " نصحني بحضور الهيئة العامة للبنك وللشركة فقد أردت بعد أن تلقيت شكاوي مواطنين أن أرى على ارض الواقع ماذا يجري؟ وكيف تصادر حقوق كثير من المساهمين العامة في العديد من الشركات المساهمة العامة ويجري تجريدهم من حقهم في ارباح ظل المتنفذون يبررون حجزها أو إضافتها الى بنود التمكين أو الحماية أو تاكيد استقرار الشركات وملاءتها .

التأمين الإسلامية لم تبرر إلا ما كان في مصلحة الشركة بعموم مساهميها وليس لكبارهم أو المتنفذين منهم فقط، رأيت حواراً هادئاً وسمعت كلاماً طيباً مصدره هذه المرة المساهمين الذين أثنوا على إنجازات الشركة ونتائجها وعكسوا الرضا العام الذي يشعرون به بسبب صيانة أموالهم وأيضا لضمان حصاد وفير لمساهماتهم وصل الى أرقام لم تصلها الّا القلة القليلة من الشركات التي ظلت في أيدٍ أمينة .

أمس الأول في قاعة الاجتماعات في شركة التأمين الإسلامية في شارع الجاردنز تابعت النقاشات وعرض جدول الاعمال، كأنت السلاسة هي العنوأن وقد مرّ الاجتماع هادئاً مثمراً جرى زف النتائج فيه للمساهمين الذين وعدوا بأرباح عالية وبتوزرع فوري لحصصهم .

ليس المهم أن تحمل الشركة أي شركة صفة " إسلامية " أو شعاراً اسلامياً حين يكون الهدف العدالة وحقوق الناس، فهذه الصفة الإسلامية تقوم ضرورة تكريسها من مضمونها في العدل والكيل بالقسطاس وبمراعاة حقوق المستثمرين، وقد تعكس شركة التأمين الإسلامية لما تجعلها جديرة بحمل صفة الإسلامية خلاف لشركات ومؤسسات اختبئت وراء الصفة ومارست ما يشين وما يثبت أن الصفات وحدها ليست كفيلة بعكس طبيعة الاسماء، فكثيرا ما سمى العرب الملدوغ بالأفعى سليما والأعمى بصيرا والأعور مكرم، وهذا كله من الأضداد والتفاؤل بالشيء،  لكن ما رايته وسمعته وأنا احضر اجتماع الهيئة العامة الدوري العادي وغير العادي أكد لي أن الصفة الإسلامية التصقت في تجربة شركة التأمين الإسلامية بالموصوف وخدمته وقدمته كما يريد المخلصون أن يقدم.

لا أريد أن أتطرق الى الأرقام الداخلية المبثوثة في تقرير مجلس الادارة أو الى كلمة رئيس المجلس الموجهة والدالة فهذا متوفر وتنأولته الصحف، ولكني أريد أن أثني على النتائج وأن أتوقف عند أوضاع الشركة وعند الخطط المستقبلية الواضحة التي أعلنها التقرير وهي خطط وأفكار قابلة للتطبيق وقائمة من تجربة وواقع ملموس.

في انطباعي عن تقرير الشركة "التأمين الإسلامية" وعن قراءته وتدأول مضمونه في الجمعية العامة أحسست أنني في اجتماع نموذجي حي أتمنى أن يعمم ويتكرر في شركات مساهمة عامة أخرى سواء حملت صفة الإسلامية أم لم تحمله لأن ما جرى عرضه وطريقة الحوار والإقناع تؤكد أن أموال المستثمرين مصانة وحقوقهم دائماً قابلة للنمو ويستطيعون أن يحصدوا الثمار في كل موسم.